كيفية أخرى للوضوء مروي عن عمر بن يحيى المازني
عن عَمْرِو بن يَحْيىَ اْلمازِني عَنْ أبِيهِ قَال : شَهِدْتُ عمرْو بن أبي اْلحَسَنِ سَألَ عَبْدَ اللّه بْنَ زيد عَن وُضُوءِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فَدَعَاَ بِتَوْر[1] مِنْ مَاءٍ فتَوَضأ لَهُم وُضُوءَ النبي صلى الله عليه وسلم. فَأكفأ عَلَى يَدَيْهِ مَنِ التَوْرِ فَغسَل يَدَيْه ثَلاثا، ثُمَّ أدْخَل يَدَهُ في التَّور فَمضْمضَ وَاستَنْشَقَ واستَنْثَرَ ثَلاثاً بثَلاث غرْفَاتِ، ثُمَّ أدْخل يدهِ فِي التَّوْر فغَسَل وجْهَهِ ثلاثا ثمَّ أدْخَلَ يَدَه فَغَسَلهُمَا مرتين إلى المرْفقيْن ، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَيْهِ فَمَسَحَ بهما رَأسَهُ فَأقَبَلَ بهمَا، وأدْبَرَ مَرّة وَاحِدَة، ثم غَسَلَ رجْلَيْهِ.
وفي رواية ” بَدَأ بِمُقَدَّم رَأسِهِ حَتًى ذَهبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثمَ ردهما حَتَى رجع إِلَى المَكَانِ الذِي بَدَأ مِنْهُ “.
وفي رواية “أتَانَا[1] رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأخرَجنا لَه مَاءً في تور مِن صُفْر “. متفق عليه. ” التور ” شِبْهُ الطَّست.
غريب الحديث:
1- “بتور من ماء” : بالمثناة الطست، وهو الإناء الصغير. قال الزمخشرى: وهو مذكر عند أهل اللغة.
2- “فأكفأ على يديه” : أمال وصب على يديه وفى بعض الروايات ” على يده ” قال ابن حجر: تحمل رواية الإفراد على إرادة الجنس .
3- “من صُفر” : بضم الصاد وسكون الفاء، نوع من النحاس.
4- “إلى المرفقين مرتين” : قال الصنعاني: كذا في نسخة العمدة لفظ ” مرتين ” ولفظ البخاري في هذا الحديث ” مرتين مرتين” وكذا في مسلم مكررا ولم ينبه الزركشي إلى هذا.
المعنى الإجمالي:
هذا الحديث يعرف معناه مما تقدم في شرح حديث عثمان، لأن كلا الحديثين يصف الوضوء الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه يوجد في هذا الحديث زيادة فوائد على الحديث السابق نجملها بما يلي:
1- صرح هنا بأن المضمضة والاستنشاق كانتا ثلاثا ثلاثا من ثلاث غرفات.
2- في الحديث السابق ذكر أن غسل اليدين كان ثلاثا، وفى هذا الحديث ذكره مرتين فقط
3- قوله: ” ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثا ” إفراد اليد رواية مسلم وأكثر روايات البخاري. قال النووي بعد ذكره أحاديث الروايتين. هي دالة على أن ذلك سنة، ولكن المشهور الذي قطع به الجمهور أن المستحب أخذ الماء للوجه باليدين جميعا لكونه أسهل وأقرب إلى الإسباغ.
4- قال في الحديث السابق: ” ثم مسح برأسه ” وهذا التعبير يمكن تأويله ببعض الرأس كما أولت الآية { وامْسَحُوا برؤوسِكُم }.
وفى هذا الحديث صرح بمسحه كله، وفَصل كيفية المسح، والشرع يبين بعضه بعضاً، فدل على وجوب مسحه كله كما تقدم.
5- في الحديثين يذكر عند المضمضة والاستنشاق أنه يدخل يداً واحدة.
وفى هذا الحديث، ذكر أنه أدخل يديه عند غسلهما ومسح الرأس بيديه، أقبل بهما وأدبر مرة واحدة. قال أبو داود: أحاديث الصحاح كلها تدل على أن مسح الرأس مرة واحدة. قال ابن المنذر: “إن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح مرة واحدة.
6- الحديث صرح بغسل الرجلين وهنا لم يذكره، وغسلهما من الفروض المتفق عليها، فلا يكون في ترك ذكرهما هنا، ما يدل على عدم وجوب غسلهما.
7- يؤخذ من هذا، جواز مخالفة أعضاء الوضوء بتفضيل بعضها على بعض،وأن التثليث هو الصفة الكاملة وما دونها يجزئ كما صحت بذلك الأحاديث.
8- اختلف العلماء في البداءة بالمسح فهي من المقدم إلى المؤخر عند ابن دقيق العيد والصنعاني . وفهم بعضهم من قوله :” فأقبل بهما وأدبر “ أن المسح من مؤخر الرأس إلى مقدمه. ثم يعاد باليدين إلى قفا الرأس.
[1] قال الزركشي : لفظه ” التور ” ليست في شيء من مرويات البخاري وإنما هي من مفردات ” مسلم “. وهذا وهم منه ، فقد جاءت في صحيح البخاري ، في حديث عبد الله بن زيد ، في باب غسل الرجلين إلى الكعبين . وقال الصنعاني : إني تتبعت رواية مسلم لهذا الحديث فلم أجد ” التور”.
كيفية أخرى للوضوء مروي عن عمر بن يحيى المازني
No comments:
Post a Comment